بسم الله الرحمن الرحيم
ان من اسباب قبول الله لدينه من عباده ان يدين العبد الى الله بدينه الحق الذي لاشوب فيه ومن اصول الدين التي على العبد المسلم ان يتعلمها ويعرف حقيقتها وخاصة من اعطاه الله باصرة العقل والتمييز الا وهي العقيدة الصحيحة وهي عقيدة السلف التي تبنى على ما قررة الائمة الافاضل من مشايخ الدعوة السلفية الذين نقلوا الينا العقيدة سليمة نقية من شوائب العقائد المحرفة كالصوفية والاشاعرة والمعتزلة والخوارج الخ
ومن هذا المنطلق كان علي واجبا ان اساهم بالقليل من نبع العقيدة الصحيحة
تقدة على حلقات راج من الله الاستفادة منها والله المستعان
في بيان معنى التوحيد وأنواعه
التوحيدُ: هو إفرادُ الله بالخلق والتدبر، وإخلاصُ العبادة له، وترك عبادة ما سواه، وإثبات ما لَهُ من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، وتنزيهه عن النقص والعيب؛ فهو بهذا التعريف يشملُ أنواع التوحيد الثلاثة، وبيانها كالتالي:
1 ـ توحيد الربوبية
ويتضمن الفصول التالية:
الفصل الأول: في بيان معنى توحيد الربوبية، وفطريته وإقرار المشركين به.
الفصل الثاني: في بيان مفهوم كلمة الرب في القرآن والسنة، وتصورات الأمم الضّالَّة في باب الربوبية، والرد عليها.
الفصل الثالث: في بيان خضوع الكون في الانقياد والطاعة لله.
الفصل الرابع: في بيان منهج القرآن في إثبات وحدانية الله في الخلق والرزق وغير ذلك.
الفصل الخامس: في بيان استلزام توحيد الربوبية لتوحيد الألوهية.
الفصل الأول: في بيان معنى توحيد الربوبية وإقرار المشركين به
التوحيد: بمعناه العام هو اعتقادُ تفرُّدِ الله تعالى بالربوبية، وإخلاص العبادة له، وإثبات ما له من الأسماء والصفات، فهو ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وكل نوع له معنى لابد من بيانه؛ ليتحدد الفرق بين هذه الأنواع:
1 ـ فتوحيد الربوبية
هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله؛ بأن يُعتقَدَ أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر/62].
وأنه الرازق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود/6].
وأنه مالكُ الملك، والمدبّرُ لشؤون العالم كله؛ يُولِّي ويعزل، ويُعزُّ ويُذل، قادرٌ على كل شيء، يُصَرِّفُ الليل والنهار، ويُحيي ويُميت: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران/26، 27].
وقد نفى الله سبحانه أن يكون له شريكٌ في الملك أو معين، كما نفى سُبحانه أن يكونَ له شريكٌ في الخلق والرِّزق، قال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان/11].
وقال تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} [الملك/21].
كما أعلن انفراده بالربوبية على جميع خلقه فقال: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة/2]، وقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف/54].
وقد فَطَرَ الله جميعَ الخلق على الإقرار بربوبيته؛ حتى إن المشركين الذين جعلوا له شريكًا في العبادة؛ يقرون بتفرده بالربوبية، كما قال تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون/86-89].
فهذا التوحيدُ لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم؛ بل القلوب مفطورة على الإقرار به؛ أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات؛ كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [إبراهيم/10].
وأشهر من عرف تجاهله وتظاهره بإنكار الرب فرعون، وقد كان مستيقنًا به في الباطن كما قال له موسى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ} [الإسراء/102].
وقال عنه وعن قومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل/14].
وكذلك من يُنكرُ الربَّ اليومَ من الشيوعيين؛ إنما ينكرونه في الظاهر مكابرة؛ وإلا فهم في الباطن لابد أن يعترفوا أنه ما من موجود إلا وله موجد، وما من مخلوق إلا وله خالق وما من أثر إلا وله مؤثر، قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ} [الطور/35-36].
تأمل العالم كله، علويه وسفليه، بجميع أجزائه؛ تجده شاهدًا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه. فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر؛ بمنزلة إنكار العلم وجحده، لا فرق بينهما [لأن العلم الصحيح يثبت وجود الخالق]، وما تتبجح به الشيوعية اليوم من إنكار وجود الرب؛ إنما هو من باب المكابرة، ومصادرة نتائج العقول والأفكار الصحيحة، ومن كان بهذه المثابة، فقد ألغى عقله ودعا الناس للسخرية منه.
قال الشاعر:
كيــــــف يعصي الإله ** ويجحده الجاحـد
وفي كـل شـيء لـه آيـة ** تدل على أنه واحد
الفصل الثاني: مفهومُ كلمةِ الربِّ في القرآن والسُّنَّة وتصوُّرات الأمم الضّالَّة
1
يتبع